بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله ومن والاه
برقية الولاء والإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله مولاي أمير المؤمنين وسبط النبي الأمين جلالة الملك محمد السادس نصره الله حيث تمت قراءتها أمام الحضور الكريم بمناسبة تدشين المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس يوم الاثنين 08 صفر 1441 الموافق 07 أكتوبر 2019
نعم سيدي أعزكم الله ونصركم وسدّد خطاكم وخلّد في الصالحات أعمالكم.
يسعدنا يا مولاي، أن نتقدم إلى السّدة العالية بالله، والأعتاب الشريفة خافضين الرأس، راضين النفس لنؤدّي ما يليق بجنابكم المنيف من فروض الطاعة والولاء، ونفسنا لكم باخعة، ورقبتنا لجلالتكم خاضعة، ويدينا بالوفاء لكم رهينة، فنتشرف أصالة عن كل المسؤولين والأطر وموظفي المصالح الخارجية والسلطات المحلية والمنتخبين بجهة فاس مكناس، وممثلي الجامعات والمدارس العليا وفعاليات من المجتمع المدني وكافة الأساتذة والطالبات والطلبة المنتسبين إلى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس وآباءهم كمنارة علمية عالية ورفيعة، وكل الحاضرين بأن نرفع إلى جلالتكم المنيفة في غمرة البهجة والسرور والحبور بتدشين المبنى الجديد لهذه المؤسسة التعليمية النبيلة التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسية المدينة، واستئناف السنة الأكاديمية 2019-2020 تحت رعايتكم الكريمة وتوجيهاتكم السديدة.
برقية ولاء ووفاء وإخلاص مستحضرين بامتنان وعرفان ما أبهجتم به عهدكم السعيد المملوء بمحاسنكم وفضائلكم ومحامدكم المجسدة لقيادتكم الرشيدة، ورؤيتكم الحصيفة، ورغبتكم المولوية الكريمة في إعطاء المزيد من مشاريع الخير والنماء التي تفتح زهرها، وفاح عبقها في كل ربوع المملكة الشريفة. وها هي فاس اليوم يا مولاي نالت حظها من روح مبادرتكم النيّرة٬ واهتمامكم المتزايد بماضيها وحاضرها ومستقبلها، منذ أن ولاّك الله ملكا عليها، فأضحت حاضرة تشع أنوارها كقطب علمي من رحاب معلمة من حجم المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية التي تعبر عن عزم ملكيّ قوي راسخ على إثبات حضورها في العالم و التاريخ. فمن تمام حظ وسعود هذه المدينة الجليلة يا مولاي، أن سبقت جلالتكم إلى هذه الأكرومة التي سيبقى ذكرها، ويعقب الجميل فخرها ما دامت السماوات والأرض. فلجلالتكم الصفة العليا، والمثل الأعلى من البناء والتشييد الذي يشهد بتجلي فضل جلالتكم، وعلائكم ونبلكم، فلكم أعزكم الله عادة فضل من كل فضل.
مولاي صاحب الجلالة
نحن رعاياكم الأوفياء، إذ نجددون ولاءنا و إخلاصنا المتينين، وتجندنا وراء قيادتكم الحكيمة، فإنا مؤكدون أننا سنوفر كل إمكانياتنا لأداء مهامنا والقيام بواجبنا بروح وطنية صادقة لاستكمال مقومات تعليم وتأهيل التنمية المستدامة التي وضعتم أسسها لتكون نموذجا مغربيا متميزا.
فالحمد لله الذي أتمّ نعمته علينا إذ خلقك يا مولاي من رحمته برحمته لرحمته، وولاك ملكا علينا، وجعل في قلوبنا ما يزكيه سناء جلالتكم، وفي مناطقنا من الحمد ما يوجبه كمالكم، وفي صدورنا من الإجلال ما يرفعه بهاؤكم. وإننا لنسأل العليّ القدير أن يتم نعمته عليك كما أتمها على أبويك من قبل، إن ربك حكيم عليم، وأن يسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، ويمد في عمرك، ويديم عزك، ويكرمك بأشرف الكرامات، ويشيد صروح مجدك وينصرك نصرا عزيزا، ويفتح لك فتحا مبينا، ويحفظكم في ولي عهدكم الأمير الجليل مولاي الحسن، وشقيقته الأميرة السعيدة لالّة خديجة، ويشد عضدكم بأخيكم السعيد الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام على المقام العالي بالله وبركاته.
حرر بفاس يوم الاثنين 08 صفر 1441